بسم الله الرحمن الرحيم

في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
طائر الحكمة
مجيد التوبلاني 1412هج

يـا عـليٌ أنت كنزٌ للامامـة
وسنبقى في خطاكم للقيامة


طائرُ الحكمةِ قد أنطق حقاً شفتيا
حينما هبيتُ كي أذكرَ في الدنيا عليا
رغم أني قاصرٌ فالنملُ لا يرقى الثريا
كيف أدريك ولو أدريك قد صرتُ نبيا
كيف أستوعبُ ذاتاً خُلقتْ نوراً سنِيا
قد علا العرشَ لذا سُميتَ في العرشِ عليا
كونُنا رهن يديكم فادْعُهُ يأتِك سَعيا
خُلِقَ الكونُ ولولاك لما أصبح شيّا
آدمٌ أنتَ ونوحٌ أنتَ موسى ، زكريّا
أنتَ إبراهيمُ ، إسماعيلُ ، إسحاقُ ويحيى
أنت أيوبُ ، سليمانُ ونورٌ عيسويا
بل أراهم منك يستعطون فيضاً علويا
سيدي مَنْ عبّ مِنْ بحركَ لا يزدادُ ريّا
سيدي يكفيك أن تصبح نفساً أحمديا

سيدي ألبسك الهديُ وسامَه
وبـه تقضي إلى يـوم القيامـه


أيها المحرابُ في وسطِكَ مشكاةُ النبوه
بين جنبيكَ عليٌ فإذن تملكُ ثروه
تملك العزمَ الذي مرّغ للطاغوتِ زهوَه
تملك الكفَّ التي صيرتِ الاسلامَ ذروه
أيهاالمحرابُ قرِّبني اليك الآنَ خطوه
لأرى فيك علياً علَّني أدري عُلُوَه
لأرى النورَ الذي أصبح للإسلام قدوه
لأرى الفيضَ الرساليَ وأستلهم صفوه
أيها المحرابُ ما بالك لم تردِ عدوَه
حينما هشّم رأسَ الحقِ والهديِ بقوه
أوَ ما كان أخاً بَرّا أَهَلْ تنسى الأُخُوّه ؟!
آهِ بالدمّ لقدْ خُضِّبَ خُذني الآنَ نَحوَه
ألثمُ التربَ الذي سال كرامه
للرساله ، وسيثأرْ في القيامــه

أقسمَ الطاغوتُ أنْ يُرجعَ للشيطانِ مجدَه
ولذ ا قد حكّم السيفَ وقد صقّلَ حدَّه
فغدا دمّيَ مطلوباً به يُنشىءُ سَعْدَه
فأنا الكافرُ والمشركُ والظالم ُ عنْدَه
وَلأنّي صرتُ شيعياً وذا أكبرُ رِدَّه
فسيبقى السيفُ في عنْقيْ ولن يدخلَ غُمدَه
قل لمنْ يُعملُ في قتليْ وصلبيْ اليومَ جهدَه
أنتمُ الأشواكُ في الدنيا وإني مثلُ ورده
أنا قدسيٌ وقد كنتمْ قروداً مستبده
أنا عزمٌ وقفتْ كلُّ طغاةِ الأرضِ ضدَّه
وغداً تُطوى ليَ الأرضُ وليْ تصبح عبده
عندها أصرخ أن الحق قد أعلن عهده
عندها الظلم سيهدينا حسامه
وهو في ذلٍ إلى يوم القيامـه


حينما ينطق سيفُ الظلمِ في كفِّ أميه
حينما تستحكمُ الظلمةُ في كلِّ خليه
حينما الطاغوتُ يستملكُ أعناقَ البريه
حينما يصبح ( فيتو ) سيداً يُنهي القضيه
عندها لن تنفعَ الكلمةُ لن تجدي الرويه
حينها تصمتُ أفواهٌ وتحكي البندقيه
حينها الكلمةُ للسيفِ ليُلغي الجاهليه
حينها الدمُّ رصاصٌ في أكفِّ الجعفريه
عندها تفهمُ اسرائيلُ سرَّ الموسويه
عندها تدركُ صهيونُ المسيرهْ الأحمديه
عندها ( الله اكبرْ ) سوف تُردي الأمويه
وستعلوا رايةُ الحقِّ لتُنميْ الأريحيه
إنَّ للحق وللسيف صـرامــه
بهما نحيا إلى يوم القيــامه


صاحبَ العصرِ وذا اسمكَ يسري في العروقِ
يُطعمُ النفسَ نشيدَ النصرِ يا نفسُ فذوقي
من رحيقِ الحقِّ عبّي إنه أغلى ا لرحيقِ
هُوَ مفتاحُ خَلاصٍ وهْوَ مفتاحُ بريقِ
فحياةُ النفسِ بالمهديِّ يا نفسُ أفيقي
فإذا ما ذُكِرَ المهديُّ ولّى كلُ ضيقِ
فمتى تُشرقُ دنيايَ بإصباحٍ حقيقي
ومتى تبتسمُ الدنيا بميلادِ الشروقِ
ومتى نَبصمُ بالدمِّ على العهدِ الوثيقِ
لِيرفَّ الحقُ في الدنيا منيراً لطريقي
قم أيا مهديُّ يا روحَ الشهامه
واعــلننَّ اليومَ للحقِ قيامه


وهذه مقاطع أضيفت بمناسبة عاشــوراء 1413هج

نخرَ الحزنُ بعظمي وببلواهُ دهاني
والى قلبيَ قد صوّب سهماً فَرَماني
وعلى قيثارةِ المأساةِ أستوحي المعاني
فمعانٍ كُتبتْ بالدمِّ يثريها لساني
أيها الدهرُ وما الجرمُ لتغتال الأماني
ولماذا الوردةُ الزهراء تُرمى بالسِّنانِ
فأنا مذ نَعُمَ الظفرُ ومذْ شَبَّ بناني
لا أرى إلا عزاءً وبكاءً قدْ عَراني
تقشعرُّ الروحُ إنْ عاشرُ يوماً ما أتاني
( واحسيناهُ ) إذا تُطلقُ يهتزُّ كياني
وكأني أنظرُ الدمَّ الحسيني ّ دعاني
فزماني يوم عاشورا وبالطف مكاني
وكأني أنظر النسوةَ والحالُ شَجاني
يتخطينَ دروبَ الطفِّ منْ دونِ أمانِ
يرفعنّ الدمَ كي تحيا الكرامه
وستبقى في شموخٍ للقيامـــه


نعق الحزنُ بدنيانا وفي القلبِ استقرْ
وانتشى الكونُ سواداً بعدما كان زَهَرْ
فالحسينُ الطهرُ قد جدّ إلى اللهِ السفرْ
قربوني منه كي ألحظَ نوراً مُحتضرْ
وأرى الهدْيَ وفي فيهِ تراتيلُ السُّورْ
وأشمُ العبقةَ الزهراءَ من عقْد الغررْ
سيدي خذني فدنيايَ صُباباتُ الكَدَرْ
إنك المنجى فان غبتَ فمَن يهدي البشرْ
أنا إنْ هاج بيَ الدهرُ وإن هبّ الخطرْ
فلكم شكوايَ إذ أنكمْ كفُّ القدرْ
سيديْ المحرابُ يبكيك ويبكيكَ السَّحَرْ
أَنِسا دمعك إذ كان كعِقدٍ من دُرَرْ
قد بكاكمْ قمرٌ كانَ رفيقاً في السّهرْ
سيدي مَنْ يرسمُ البسمةَ في وجهِ القمرْ
سيدي ألبسك الهدْيُ حسامه
وبه تقضي بميـزان الـقيامــة

أنا لا أدري لِمَ الحربُ على الشيعةِ تَسعرْ
ولماذا كلمةُ الحقِ مدى التاريخِ تُقبرْ
أَوَكلُّ الأمرِ أنّا قد هوينا الطهرَ حيدرْ
أيُلامُ المرءُ إنْ يعشق مَنْ بالعشق أجدرْ
أم ترى الجرمَ بأن نقصدَ للقبرِ المطهّرْ
لِنـزُرْ أطهرَ أرواحٍ ومنْ للحق مصدرْ
أوَ جرمٌ أيها الناسُ إذا الجسمُ تعفّرْ
فوق تربٍ قد حوى الدمّ الذي لله يُهدرْ
عجباً ما كان جرماً حينما الأضلاعُ تُكسَرْ
حينما فاطم بين البابِ والحائطِ تُعصَرْ
عجباً ما كان جرماً حينما قد هبّ عسكرْ
وبأرض الطفّ قد قرّر أنْ للحقِّ يَنْحَرْ
عجباً تشتدُّ دنيانا وللأبرار تَقهرْ
غيرنا يختالُ حراً وإلينا الضوءُ أحمرْ
أسدل الظلمُ على الدنيا حسامه
فلتعش ( هيهات ) فينا للقيامــه


رقص السيفُ على لحنِ رقابِ البشريه
وهْو في زهْو السكارى وغرورِ الأمويه
صيّرَ الأرضَ وما تحويه بئراً دمويه
و تغذى بالضحايا كلَّ صبحٍ وعشيه
فتسائلتُ أكانَ السيفُ عَشّاقَ المنيه
فهو لايرضى بديلاً عنْ رقابٍ آدميه
نطق السيفُ لكي يُفصحَ عن سرِّ القضيه
إنني الأعمى ولكن صرتُ في كفِّ شقيه
إنني في كفِ فرعونَ وفي كفِ أميه
أَوَ ترجو الخيرَ ممَن صار رهْنَ الوثنيه
قلت لِمْ بثّ طغاةُ الأرضِ فينا العنصريه
قال ( فرق لتسُدْ ) أسمى شعارِ الجاهليه
أفَهل يعطيْ لنا السيفُ سلامه
أم سنبقى في عـذابٍ للقيامــه


إضغط زر الرجوع للعودة للصفحة السابقة