بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرى الاستشهاد العلوي
رَتـَّـلنـَــاكَ عـَـلِـيْ
مجيد التوبلاني 1420هج

رتّلناك عـليْ           ترتيلَ القرآنْ
فانصنعَ الإنسانْ

وسل أحلـى نجومٍ فـي مجاريها تراتيـلَ الطبيعـهْ سل مراقيــها سَلْ
وفجـراً جــاء للظــلمـة يَفنـيها مصابيـحَ صباحٍ فـي عواليـها سَلْ
أمـا تـاهـتْ بترتيلاتـهِ تِيــــها عـليٍ فاسـأل الفُلْك وما فيـــها عن
عـليٌ فاسجدوا فـالله ُ يوحـيـها طلـوعِ الفـجرِ آياتٌ يـجــلّيـها فيْ
شـــعـاعٌ أرانــــا بـريــقَـه
وشـمـسٌ بــأفــقٍ طــلـيــقَـه
أقم ما بين مَجــراها ومُجــريـها أمام الشمس في أزهى مرائــيها قِفْ
وفي اشـراقها يمـســـك كـــفيها لـها كيف عليٌ كــــان يحـــيها قُلْ
فلن يُروى من الإبــداع رائيــها تغضِ الطرف فالطرفُ يناجيها لا
كمن يهوى خَشوعَ القلب في فيها إذا رتَّل طــيرٌ مــن أغانــيـــها كُنْ
عــلــيٌ كـشـمـس الحـقـيـقة
تــرانــا بعــين رقــيـقــــة
بــدعـــاء الـصــبــح الفـــواح رتِّـــل يــا حيــدرةُ زغــــردة
وأنـــِرْ فـــي القـلب المصــباح وأذب فـــي عــينيَ إبـــصـاراً
كـفـــيوض السـيـل المجــتــاح فجِّــر إشــراقــــك فــي ليـلـي
ليـهـــشَّ إلـــيّ الإصــــــــباح سرِّح قـطــع اللــيل المظــــلمْ
*** ******************
منسابٌ من وجدان الروح العلوية يــنــســـاب مــــن القـــلــب يا نوراً
نتلوهُ ترتيلات وحـي حيــدريــة

نـتــلـــــوه وفـــــي الحـــب

قـد كـنا

كالــبــلــبــل فــيــــنا صـــداح وتبــلـج فــــجــــرٌ بعـلـــــي
وتــحـــيـلُ الـحـــنـظــل تُفــاح نبــرتــه تـحــي أمـــواتـــــاً
فــي هـــذا الـذِكــر الـوضَّــــاح مــولاي وخـــذنـي فــاصـلـةً
مـــن أجــلـك كـــــــلُّ الأرواح

لو كنـت تُفــــدَّى لـبــذلـــنــا

مكتوبٌ أنك فينا عنوان وهويـة مـكــتـــــوبٌ فــــي اللُّـــب يا حيدر
يا أجمل لحن من ألحان الأبديـة

فــي دربــــكم دربـــــــــي

يا حيدر

وعـيا إســـلامــــي هـــذا محـــرابــك صـنَّاعٌ
أســـــمـى رسَّـــام رســام للهــدي الطـاهــــر
مـثـل الأحــــــلام فيــــضٌ عـلـــــويٌ ورديٌ
بـل بـحــرٌ طـامـي بحــرٌ يُغــرق كـل بحـــورٍ
ســيـــلَ الإلــهــام ودعــاؤك قــد ســال بقلبي
أشــجــى الأنـغــام يعــزف فــيه رغـما عــني
أعـطي اسـتسـلامي

فأنــا فــي نطــق تـبـلجـكم

إن في عينيك مـــولاي عيــونا أيها المنساب في القلب شذاه
منك واستعدى على الأفق جنونا واستـقى الفجر ينابيه رؤاهُ
والجـزيـئـاتُ بــه كــــنَّ بنـيـنا

أنت للكون لقــد كنت أبــاه

قد عرف الكونُ هنا مجراهُ
منك ففـي فيضكُـمُ محــياهُ
ما هـشَّ إلا لك يا مـــولاهُ
كمـثل قيس لو رأى ليــلاهُ

*** ******************
بـأنْ يصـنع هـذا البحر شطآنا معـــيـناً عـلــوياً كــان إيــذانا يــا
فإضحت بعد إذن اللـه إنـسـانا عيـونــاً رأت الـتـربـة إمـعانـا يــا
ولكن بـك قـد أصبــح ريَّــانا قضى النيلُ مدى الأيام عطشانا قــد
ومــن نظـرتـكم أبـرق ألـوانا شعاعٌ قزحــــيٌ كـان عــمـيانا ذا
عــلـــيٌ رؤاكــمْ عـجيــبـة
وتـحـوي لـروح غـريــبــة

وذا اسـمُك رتــلناه قــرآنــــا عــزفـنا من فيوضاتك ألحــانا كم
شرينا الحب فاستوطن شريانا نسجنا منك في الأعماق وجدانا قد
ولا قلبَ سوى قلبك خــفقانــا نرى غيرك في الأنجم لمعــانا لا
جميعاً، نحن نهواك وتهــوانـا ومد كفك كي نزرع بســتانـــا قم
فــخــــذنا لـكـفٍ رطـيبــة
ومـنــــا يــداكــم قــريبــة

فـــي كـفــك حـــتى ألــقــاك خـــذنــي يا حــيدر أزهـــارا
فــأزاحــم كـــل الأفــــــلاك خــذنــي كي أصـعـد معـراجـا
ورأى فـــي روحــك مسـراك خــذنــي كي أســري لجـــنان
وعلى الأرض ترى رجــلاك

رأسك فوق العـــرش تبـاهــى

في دوحة رضوان إنا ســـنراهُ فـــي جــنـة الخــلــــــــــــــد يا بـاباً
أحلى شعاع نحن نستهدي سنواهُ

يبـقـى إلـــى الأبــــــــــــــــد

يا قوساً

وتعـالــــى ربٌ ســـــــــــواك سبــحـان المــبدع معــجـــــزةً
وعــجــيــبٌ مــا قــد أعـطـاك أودع فـــي روحــك أســــراراً
واحـــتــار العــقــل بمعــــناك وصـعـقـتُ كـمـوســى لا أدري
يا عــقــــلُ نعــم مـــــا أدراك

ما أدراك بـكُــنـــهِ عــــــلـــيٍ

تتنامى من نبع علـــــي وهــواهُ تتجذرُ في جسدي يا عيناً
يحي الأبطال به من فيض رؤاهُ

يتصلب كالعَـمـَـدِ

يا اسماً

نــــــــــوراً أخـــاذا يــــا اســــمـاً إن يُتــلى يبقــى
منـَّا استحــــــــــواذا يســــــتـحــوذ ألباب الدنــــــيا
حصـــــناً ومــــلاذا قــد كـــان إلى كــل ضـعـيـفٍ
يغــــدو فــــــــولاذا وإذا تتـــلــوه عــلـى مـــــــاءٍ
نــحــن الأفـــــــلاذا وغـــــدا أصـلا ثــم غــــدونا
فـيــــنا الأســــــتاذا فــثــلاثـــةُ أحــرفـهِ صــارت
قــولوا مــا هـــــذا؟

هــــل اســـــــمٌ هــذا أم مَلَكٌ؟

أنا في اسـمك أعياني بــيانــي يا أبـا الفيـض الــذي امتد مداهُ
كنت كالماشي على حد السِّـنان كلما جئتُ لأســـــــتـجلي رؤاهُ
أنـت قـــرآنٌ أيا حــيــدر ثاني

أنـا لـــن أبلــغَ يــوماً منتـــهاهُ

يــا حــروفاً عشتُ لا أدريــها
مــا هـو الســرُّ الذي يحـــويها
يا ليتـني كنت نـــقاطاً فــــيها
من قلبيَ العشَّـــاقِ كـي أرويها

لكي تصنع يا حيدر أمجــــادا إلى المحراب فالمحرابُ قد نادى قُــم
مع الله لــقد وثَّقت مـيعــــادا إلى الله فهذا مــــوعــدٌ عـــادا قُــم
صلاةَ الحــرِّ إذ يكسرُ أصفادا صلاة جاوزت بالروح آمـــادا صّلْ
ســتلقى الكـون في كفك سجَّادا

تلـوت الآن في المحراب أورادا

لــــو

صــــــلاةٌ تـــهـُّــز الخــليقة
تــنــمِّي ثـــماراً وريـــقــــة

وسيفاً للهدى العملاقِ مرصادا أرى إلا يـــداً تـغـــتال آســادا لا
قلوباً سُعِّرت كالـنار أحقــــادا ترى خلفك أصـناما وأوغـــادا كم
إلى الإيمان بالإخلاص أوتـادا لقد خُضِّب رأسٌ كان قد شــادا آهْ
أرى موتك يا كـرارُ ميـــلادا

تمــوتَ الآن بـــل تمتد آمــادا

لن

وتــبــقــى إلـيــنا وثــــيـقــة
تنــــــجِّي قـــلوبا عشيـــقــة

كــي أنــظــرَ رَوحَ الجــناتْ خــذنـــي فــي كفك يا حــيدر
قـــد فــاح بعــمــقِ الآهــاتْ خـــــــذني أسنـشــق ريــحاناً
الممــزوج بأزهـــى البسـماتْ خــذنـي رشِّفــني مــن دمِــك
وســــواه مــقـابــر أمـــواتْ

خــذنــــي كــفُّك نــبع حــياةٍ

أنشودة تحيا فتبقى الأرض حـيه أنشــــــودة الأمـــل يا حيدرْ
منسوجاً في أفئدة الحق المهــديه

كنـــتم مــــن الأزلِ

يا حيدر

بُحَّت مهنم فيها الأصــــــواتْ خـذني فـــالآهــةُ لا تحــكى
أن تــرســـم شــكل الكلـمــاتْ خــذنــي فالدمـعــةُ لا تـكفي
ينســـاب بأحـــــلى الآيــــاتْ خذني في كفك يا وحــــــياً
المنســـاب بســحر القطـــرات

خــذني كـي أُسـحرَ في دمِك

يتجلى في شريان النفسِ البشريه يبقى إلـى الأجـــل يا سحراً
اقذفني الآن على جنتك العســلية

يا عذبــــاً كالعسلِ

يا سحراً

تبقى عملاقــا قرِّبني منك أيـا رأســــاً
يزهي الآفاقـا ويــرف بآفــــاقٍ عُلــيا
شِـعراً رقراقا ودماً كالكـــوثر منســباً
فيــنا إشـراقا يُشرقُ في جنات المأوى
دمَّاً عمــلاقا وعجيبٌ دمُّك إذ أضحى
يُعلي أعــناقا

وكــما أعـــناقاً يَفنــيها

وتباهى مثلما الطاووس فـينا أيها الــدم الــذي رجَّ صـداهُ
نشرت باقات أزهار علــيـنا واعتلت فوق رُبى النجمِ يداهُ
بك يستأسد بل يغدو حســينا

بك يُستعلى ومن هُدَّت قـواهُ

يـا شـــــعاعاً شــع في وجداني
يــــا بــــريقاً بالـهــدى أثـراني
خُذ إلى روعـــتكم وجـــــــداني
كي أرى دهـــري دهــــراً ثاني


إضغط زر الرجوع للعودة للصفحة السابقة